نصف سكان كردستان يؤكدون كبت حرية الرأي

 

بغداد     الحياة     - 27/08/08

 

أكدت منظمة «بوينت» (Point) الكردية لاستطلاعات الرأي والدراسات الاستراتيجية، ومقرها دهوك، أن أكثر من نصف المجتمع الكردي يرى أن الحريات الأساسية، وتحديداً حرية التعبير عن الرأي، غير متاحة في مدن إقليم كردستان شبه المستقل عن الحكومة المركزية في بغداد منذ تسعينات القرن الماضي، مشيرة الى وجود حال من الشعور بالكبت السياسي لدى السكان في ظل سيطرة الحزبين الكرديين الرئيسيين على مفاصل السلطة.

وأوضحت المنظمة في استطلاع للرأي أجرته في مدن الاقليم الثلاث (دهوك وأربيل والسليمانية) وعدد من القصبات في محافظتي كركوك والموصل، وشمل 1000 شخص من كلا الجنسين، أن النتائج التي أسفر عنها الاستطلاع كانت «مخيبة للآمال، إذ يظهر فيها أن الجزء الأكبر من الشارع الكردستاني غير راض عن النظام الحالي، نظراً إلى تدهور الحريات الأساسية التي نصت عليها القوانين والأعراف والمواثيق الدولية بشكل صريح».

وكشف الاستطلاع الذي تضمن 30 سؤالاً، معظمها يتعلق بالجانب الأمني والحريات العامة وظهرت نتائجه وفق نسب مئوية، حصلت «الحياة» على نسخة منه، عن قلق وتخوف يساوران جزءاً كبيراً من الشعب الكردي نتيجة الخوف من السلطة. وأكد أن «سبب الخوف وعدم  الشعور بالحرية لدى أكثر من نصف المشاركين بالاستطلاع نابع من اعتقادهم بأن اقليم كردستان لا يتمتع بنظام ديموقراطي فعلي».

ويظهر الاستطلاع، الذي يعتبر الأول من نوعه، أن 80.4 في المئة من المشاركين فيه اتفقوا على أن الأمن في كردستان مستقر فعلاً، وأن هذا الاستقرار نتاج تعاون المواطنين مع السلطة وليس لكفاءة الأجهزة الأمنية فقط، لكنهم أشاروا الى ان «ضمان الأمن يأتي على حساب حق الأفراد في التعبير عن آرائهم بحرية».

وأظهر الاستطلاع أيضاً تبايناً في نظرة الأكراد إلى سلطة القانون وقوة هذه السلطة في الاقليم، بين مصدق لذلك وآخر يعتبرها ضرباً من «الدعاية والتجميل والديكور».

وأكدت المنظمة الكردية أن الأمر «ازداد سوءاً عندما أكد 49.1 في المئة من المشاركين في هذا الاستطلاع أنه ليست هناك أي مؤسسة في الاقليم تستطيع الوقوف في وجه السلطة إذا اعتدت على حق المواطن في التعبير عن رأيه بحرية».

وأوضح التقرير أن ما نسبته 56.5 في المئة أكدوا أنهم تعرضوا، بشكل أو بآخر، للتهديد بسب ابدائهم رأياً مخالفاً للسلطة، ما دفع نسبة كبيرة منهم (47.1 في المئة) إلى الحديث عن «الشعور بالكبت السياسي».

وشدد المشاركون في الاستطلاع (60.8 في المئة)، على أنهم غير مستعدين للتنازل عن حقهم في التعبير عن آرائهم بحرية مقابل ضمان أمنهم.

وأكدت المنظمة أن الترويج لتطبيق الديموقراطية في اقليم كردستان «مجرد دعاية إعلامية، ومن الدلائل على ذلك وجود أزمة ثقة بين المواطن والإعلام الكردستاني في موضوع الحريات العامة التي تروج لها وسائل إعلام الأحزاب الحاكمة». وأشارت الى ان الاستطلاع «أظهر أن السلطة في كردستان موضع شك كبير، بعد ان اتفق 59.2 في المئة على أنها تمارس سياسة كبت الحريات بحجة ضمان الأمن».

 

الرائيسية